الدعاء والقضاء
هل يرد الدعاء القضاء ؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :
فإن قضاء الله واقع لا محالة ، ولا يتخلف القضاء عن النزول إلا في حالة واحدة وهى حالة الدعاء .
فإذا كان هناك مكروه ينزل على العبد ودعا هذا العبد فإن الله – تعالى – برحمته يمسك هذا القضاء وهذا المكروه فلا ينزل على العبد ببركة الدعاء .
وقد جاءت أحاديث كثيرة عن النبي عليه الصلاة والسلام تدل على هذا فمنها :
فعَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( لاَ يَرُدُّ القَضَاءَ إِلاَّ الدُّعَاءُ، وَلاَ يَزِيدُ فِي العُمْرِ إِلاَّ البِرُّ ) . سنن الترمذي (4/ 16) .
قال الإمام الطيبى :
( يحتمل أن يكون المراد من القدر الأمر الذي كان يقدر لولا دعاؤه، ومن العمر العمر الذي كان يقصر لولا بره فيكون الدعاء والبر سببين من أسباب ذلك. وهما مقدران أيضاً ) . شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن (10/ 3164) .
أيضا حديث عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُغْنِي حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ، وَالدُّعَاءُ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ، وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، وَإِنَّ الْبَلَاءَ لَيَنْزِلُ فَيَتَلَقَّاهُ الدُّعَاءُ فَيَعْتَلِجَانِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ” . المستدرك على الصحيحين للحاكم (1/ 669) .
ومعنى يعتلجان: يتصارعان، ويتدافعان.
وعليه : فينبغي على المسلم ألا يترك الدعاء لفضائله الكثيرة ومنه الذى ذكرناه آنفا .
أسأل الله أن يفقهنا في ديننا ، وبهذا يعلم الجواب إذا كان الحال كما ورد بالسؤال ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
تعليقات
إرسال تعليق