ما حكم زيارة المرأة للمقابر؟
ما حكم زيارة المرأة للمقابر؟
سؤال أجابت عنه لجنة الفتوى بالازهر الشريف قائلة :
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :
فإن زيارة المرأة للمقابر جائزة ،إذا التزمت بالآداب الشرعية ، لعموم الأدلة الكثيرة في ذلك .
فعن عائشة قَالَتْ: قُلْتُ: كَيْفَ أَقُولُ لَهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ – يعنى إذا زرت القبور – قَالَ ” قُولِي: السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَيَرْحَمُ اللهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَلَاحِقُونَ ” . صحيح مسلم (2/ 670) .
وحديث أنس بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِامْرَأَةٍ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ، فَقَالَ: «اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي» قَالَتْ: إِلَيْكَ عَنِّي، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيبَتِي، وَلَمْ تَعْرِفْهُ، فَقِيلَ لَهَا: إِنَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَتْ بَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ، فَقَالَتْ: لَمْ أَعْرِفْكَ، فَقَالَ: «إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى» . صحيح البخاري (2/ 79) .
فلو كانت الزيارة ممنوعة لما أقر النبى – صلى الله عليه وسلم – هذه المرأة ولمنعها من زيارة القبور ، وإقراره صلى الله عليه وسلم حجة .
قال ابن بطال رحمه الله : ( وفى هذا الحديث دليل على جواز زيارة القبور، لأن ذلك لو كان لا يجوز لما ترك (صلى الله عليه وسلم) بيان ذلك، ولأنكر على المرأة جلوسها عند القبر ) . شرح صحيح البخاري لابن بطال (3/ 250) .
ولكن على المرأة إذا أرادت الزيارة عليها أن تلتزم بالضوابط الآتية :
*أن تلتزم باللباس الشرعي للمرأة ، ألا تختلط بالرجال .
وعليه : فإن زيارة المرأة للمقابر جائزة ،للاتعاظ والدعاء ، وعليها أن تلتزم السكينة والوقار ، ولا تفعل شيئا يغضب الله في زيارتها .
هذا إذا كان الحال كما ورد بالسؤال ، والله أعلى وأعلم .
تعليقات
إرسال تعليق